تحليل نهائي دوري أبطال افريقيا 2021.

في ستاد محمد الخامس بالمغرب في السابع عشر من يوليو تم خوض مباراة النهائي بين الأهلى المصري و كايزر تشيفز الجنوب أفريقي و استطاع الأهلى الفوز بالعاشرة.
في هذا التحليل سيتم الاجابة على بعض الاسئلة الصعوبة التي تواجه الفريق المصري في التحضير للمباراة؟
-كيف سيتعامل موسيماني مع المهاجم الصربي نوركوفيتش؟
-كيف سيتعامل موسيماني مع الدفاع المتأخر للفريق؟
-كيف تفوق الأهلى في كل حالات اللعب و استحق الفوز؟

.كايزر تشيفز يدربه مدرب اسكتلندي الجنسية و هي أول مباراة له أمام الأهلى المصري، و تولى الفريق بعد اقالة المدرب الجنوب أفريقي جافين هانت و تولى المساعد الفريق مؤقتا لحين التعاقد مع مدرب أخر.

في هذه الفترة كان هانت يلعب ب 4–4–2 مع تقدم الظهيرين و أسلوب هجومي عكس تماما ما ظهر أمام الوداد المغربي في نصف النهائي حيث كان المدرب هو المساعد أرثر زواني الذي شاهدنا معه الفريق دفاعي أكثر بنظام 3–4–3 و اعتماده على التحولات الهجومية ، فكانت صعوبة مهمة الأهلى المصري في تحديد ماهية الأسلوب الذي سيتبعه باكستر المدرب الاسكتلندي في أولى مبارياته.

حالة بناء اللعب للنادي الأهلى

في حالة بناء الهجمة.

أدوار الضغط للاعبي كايزر تشيفز :
- المهاجم يضغط على قلب الدفاع.
- الجناحين #15 و #19 يغلقوا خيارات التمرير على على معلول و أكرم توفيق.
- تواجد #12 مع حمدي فتحي
-و #25 مع عمرو السولية
- بينما يتواجد #14 خلف خط الوسط للتغطية.
لكن في المجمل لم يُشكل كايزر تشيفز صعوبة على الأهلى في الخروج من الضغط أو اجبار لاعبيه على ارتكاب اخطاء بالكرة.

هنا الجناح #15 يضغط على قلب الدفاع أيمن اشرف و يغلق خيار التمرير على حمدي فتحي المتحرك في الجبهة اليسرى للسماح لعلي معلول بالتقدم.
- استعداد اللاعب #12 للضغط عند وصول الكرة لحمدي فتحي.
- مراقبة #25 لعمرو السولية.

في مثال أخر.
- الأدوار كما هي لكن تحرك طاهر في ظهر خط الوسط ليستلم الكرة من أيمن أشرف مع عدم خروج الظهير الأيمن #2 بسبب تمركز أفشة على الطرف استطاع من خلاله الأهلى الخروج بالكرة.

مرة أخرى.
- مراقبة كل لاعب للاعب المكلف له ، بدر بانون عنده الوقت و المساحة للنظر و لعب الكرة لعلي معلول و ينجح الأهلى في الخروج بالكرة.

بعد الطرد قرر مدرب كايزر تشيفز بالضغط بالتشكيل 4–3–2 و يكون خط الوسط الأيمن و الأيسر هما المكلفان بالضغط على الأظهرة ( على معلول و أكرم توفيق) عند وصول الكرة اليهما.
- لُعبت لكرة لعلي معلول الفارغ تماما، بدأ خط الوسط الأيمن بالضغط لكن علي معلول قام بالتمرير لقفشة و يلعبها عمرو السولية الغير مراقب.

بعد الهدف الثاني و نزول أليو ديانج و لعب الأهلى ب 4–3–3، قرر المدرب الاسكتلندي بالضغط بشكل مكثف و أمر الظهير الأيمن #2 بالضغط على علي معلول و يقوم ثلاثي الوسط بالضغط على ثلاثي وسط الأهلى، لكن مرة أخرى ينجح الأهلى في الخروج من الضغط .
-ياسر ابراهيم يمرر لعلي معلول و علي يعيدها مرة أخرى له، ليلعب الكرة لمحمد مجدي أفشة المتحرك لاستلام الكرة.
-أفشة لديانج و من ديانج لمعلول و لعب كرة طويلة ليصبح موقف 2 ضد 2 و يستطيع الأهلى تسجيل الهدف الثالث.

في حالة التدرج بالكرة.

لاعبوا كايزر تشيفز لم يتم تكليفهم بأدوار الضغط على المدافعين ، و بالتالى كان لدى لاعبي الأهلى الوقت للتمرير بدقة خلف خط وسط الفريق الجنوب أفريقي و لم يستطع دكستر التعامل مع تحرك جناحين الأهلى في وسط الملعب.

في هذا المثال.
- حمدي فتحي تراجع بجانب بدر بانون للمساعدة في عملية التدرج بالكرة، مما أجبر #25 للتقدم و الضغط.
- تقدم بدر بانون بالكرة بدون ضغط.
- تحرك أفشة أمام الظهير الأيمن#2 و بالتالى أصبح مجبر بالتواجد معه.
- الأن أصبح طاهر محمد طاهر بدون رقابة على الطرف الأيسر.

- تحرك طاهر محمد طاهر في وسط الملعب، أجبر #12 بمراقبة طاهر.
- تحرك عمرو السولية ناحية الجبهة اليسرى بدون رقابة.
- التمرير من أيمن أشرف لعلى معلول.
- على معلول لعمرو السولية الذي غير اتجاه اللعب ليضع حسين الشحات بموقف 1 ضد 1 مع الظهير الأيسر.

حسين الشحات يتحرك و يخلق لبدر بانون خيار تمرير.
بدون بانون بدون أي ضغط يمرر الكرة له ليتقدم الأهلى في مناطق أكثر خطورة.

مثال أخر، حمدي فتحي يستلم الكرة من بدر بانون، أفشة يتمركز في وسط الملعب ، الظهير الأيمن #2 مجبر على عدم الخروج للضغط بسبب تمركز طاهر محمد طاهر.
- أفشة يستلم في ظهر وسط ملعب الفريق الجنوب الأفريقي.

مرة أخرى استطاع الأهلى كسر ضغط خط الوسط لكايزر تشيفز بتمركز الجناحين خلف خط الوسط و بدون الضغط على حامل الكرة.

الثلث الثالث

وصل الأهلى للثلث الأخير من الملعب كثيرا ،لكن في الشوط الأول لم يصنع الأهلي فرص خطيرة على مرمى الخصم، فما الأفكار التي حاول أن يطبقها بيتسو موسيماني.

-أيمن أشرف يتقدم بالكرة بدون ضغط من المهاجم #9 ،حيث إن الجناح #15 مكلف بقطع خيار على علي معلول.
-تواجد ثلاثي خط الوسط في العمق و بالتالى كايزر تشيفز لا توجد لديهم مشكلة في لعب الكرة على الأطراف لأن المدرب الاسكتلندي لا يرى أن الأهلى خطير من ناحية أكرم توفيق و أن العرضيات ستكون سهلة على المدافعين، خصوصا أن مميزات محمد شريف في التحرك خلف الدفاع و ليس التسجيل من العرضيات و يمكن تقبل هذه الفكرة حيث ان اكرم توفيق قام لعب 6 عرضيات منها 1 صحيحة فقط.
- التمرير من أيمن لحسين الشحات ، أكرم توفيق يوم بالأوفرلاب و يقوم بلعب عرضية سهلة للدفاع.

مثال أخر.

مرة أخرى دفاع كايزر تشيفز المتأخر بخماسي خط الوسط متمركز في عمق الملعب، مع وجود أكرم و على معلول بدون ضغط أو رقابة.
- هنا يستلم أكرم توفيق الكرة و يتحرك ، يسلم الكرة لأفشة في المساحة بين الظهير و المدافع و يتم الضغط عليه ليعيد الكرة للخلف مرة أخرى.

بعد الطرد اختار دكستر بالدفاع متأخر 4–3–2.
- يتم الضغط على الظهير اذا وصلت اليه الكرة من خلال خط الوسط.

لكن حدث ما لم يكن في الحسبان بالنسبة لدكستر، لعب بدر بانون لأكرم توفيق ، و لكن على غير العادة لم يلعب أكرم توفيق كرة عرضية لكن دخل بها لعمق الملعب ليمرر تمريرة في ظهر خط الدفاع لمحمد شريف ليستطيع تسجيل الهدف الأول.

التحولات الهجومية

في التحولات الهجومية حاول الأهلى تطبيق فكرتين و هما
1- عن طريق الشناوي لطاهر محمد طاهر.
2- عن طريق كرات طويلة خلف خط الوسط أو الأظهرة لطاهر محمد طاهر.

لعب الشناوي كرة سريعة بعد الضربة الثابتة الى طاهر محمد طاهر و محاولة التحول سريعا بالرباعي الهجومي و استغلال المساحة التي سيتركها الفريق الجنوب أفريقي و التي لا تحدث كثيرا في المباراة.

قطع الكرة و تم التمرير لعلي معلول الذي مرر سريعا لطاهر محمد طاهر في مساحة كبيرة جدا خلف خط الوسط.
- طاهر مرر الكرة لحسين الشحات على الأطراف و تم تأخيره ليستطيع لاعبوا كايزر تشيفز العودة الى اماكنهم مرة اخرى.

هنا في لقطة الهدف الثاني.
- حسين الشحات بعد قطع الكرة، لعب كرة طويلة لطاهر محمد طاهر خلف الظهير الأيمن #2.
- موقف 3 ضد 2 ليستطيع أفشة تسجيل الهدف الثاني.

حالة الضغط العالي

ضغط الأهلى بنظام 4–4–2.
- محمد شريف مع المدافع الأيسر.
- محمد مجدي أفشة مع المدافع الأيمن.
- طاهر و حسين مع الأظهرة.
- يقوم محمد شريف بمراقبة #14 اذا وصلت الكرة للمدافع الأيمن.
- حمدي فتحي مع #12.
- عمرو السولية لاعب حر لتغطية وسط الملعب.
و العكس اذا وصلت الكرة للمدافع الأيمن.

في البداية سبب تمركز كل من الأجنحة خلف خط الأهلى مشكلة في كسر ضغط الأهلى، ولكن لم تظهر لأنه كان يتم لعب الكرة للجناح الأيسر و ضعه في موقف 1 ضد 1 مع أكرم توفيق القوي جدا في التعامل في هذا الموقف.

مرة أخرى يتم لعب كرة طويلة من المدافع الى نيركوفيتش، لكن قام أيمن أشرف بالفوز بالالتحام الهوائي مع المهاجم الصربي و هذا ساعد الأهلى على استعادة الكرة سريعا.

في حالة التحول الدفاعي

في مواجهة فريق مثل كايزر تشيفز، بعد مبارياته مع الوداد و معرفة أن كل ما يُشكل به الخطر على منافسيه هو تحولاته الهجومية و ان كانت قليلة، فكان السؤال الثاني الذي لابد من أن يجد له اجابة هو كيفية التعامل مع المهاجم #9 و سرعة الأجنحة لديهم.

الأهلى كان متميزا في التحول دفاعيا عند فقدان الكرة، فلم يعطي الوقت ولا الفرصة للاعبي كايزر تشيفز لمحاولة استغلال المساحة خلف دفاع الأهلى و ساعده على ذلك سوء تصرف لاعبي كايزر تشيفز تحت الضغط، و ذلك عن طريق عدة طرق سيتم شرحها تباعا.

من خلال الضغط بعد فقدان الكرة.
- هنا عمرو السولية مرر لكن لم تصل لزميله و تم قطع الكرة، ليضغط بعدها مباشرة و يستعيدها مرة أخرى.

هنا قطعت الكرة من الأهلى و تم لعب الكرة للمهاجم #9 ، هنا يقوم بدر بانون بتأخيره و اجباره بالذهاب بالكرة على الأطراف و يقوم عمرو السولية بتغطية العمق.

قُطعت الكرة من الأهلى و لُعبت كرة طويلة الى المهاجم الصربي، لكن حمدي فتحي اشترك معه في الكرة ، و تواجد ثلاثي خلفه للفوز بالكرة الثانية.

مرة أخرى الضغط بعد فقدان الكرة، الأهلى يخسر الكرة و يقوم محمد شريف بالعودة و الضغط و استخلاص الكرة.

مرة أخرى قطع الكرة من الطرف، نوركوفيتش تحرك لاستلام الكرة، أيمن اشرف يلتصق به و قام بالتدخل لاستعادة الكرة مرة أخرى.
- نوركوفيتش عانى في هذه المباراة حيث أن متوسط فوزه بالكرات الهوائية 48% و هي نسبة كبيرة جدا ، لكن في مباراة الأهلى قام فاز ب 20% فقط من الالتحامات الهوائية، و في هذا الصدد لابد من الثناء على أداء أيمن اشرف و حمدي فتحي الذين فازوا بكل الالتحامات الهوائية مع المهاجم الصربي.

لُعبت الكرة لنوركوفيتش، خرج معه حمدي فتحي و اجبره على تمرير الكرة على الطرف.
قام ياسر ابراهيم بتأخير نفسه و اجبار حامل الكرة بالخروج بالكرة حتى يستطيع لاعبوا الفريق أن يعودوا لأماكنهم.

بيتسو موسيماني يحصل على بطولتين دوري أبطال في 8 شهور فقط مع الأهلى و ينجح في حصد البطولة العاشرة و يضمها لخزائن الأهلى.